بسم الله الرحمن الرحيمأمور تحيـر العقول والمنطق!! ( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد ) ( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد ) العلوم عادة تتعامل بالحقائق المجردة .. تلك التي تقبل التجارب والمعيار والقياسات .. ثم تحقق نظرياً وعملياً في المعامل .. ثم تكون الخصائص ثابتة ومعلومة بعد ذلك .. ومن الطبيعي أن تكون تلك القياسات والمعارف مواكبة لمعطيات العقل والمنطق .. إلا أن هناك أموراً لا يعترف بها العلم لأنها لا تتعامل بعدة المعامل والتجارب .. مثل ذلك ما يقال عن ( البركة ) أي الزيادة والإفاضة عن الحد المعتاد .. أوما يقال عن ( المماحقة ) أي النقص وعدم الزيادة والالتزام بالحد الأدنى . وفي معنى المضاعفات والمماحقات يقول الله تعالى :
( يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ( البقرة آية رقم 276 ) .
ولكن من المدهش والعجيب جداً أن تلك الأمور واقعة في الوجود وفي الحياة اليومية .. وبالرغم من أن العقل لا يتمكن من التوصل إلى المفهوم المنطقي السليم لتلك الأمور .. فمثلاً : نحن نعلم أن أنثى الكلاب عادةً تلد بعد ( 4 ) أو ( 5 ) أسابيع ( أي بعد 63 يوماً فقط من التزاوج تقريباً ) .. وخلال السنة الواحدة هي تلد ثلاثة مرات تقريباً .. وهي تضع عادة بين ( 7 ) إلى ( 8 ) من الجراء في كل ولادة .. والكلاب لا يوكل لحمها لمعظم شعوب الأرض إلا ما ندر .. كما نحن نعلم أن النعجة وهي من الأنعام عادة تلد بعد ( 6 ) أشهر من الحمل .. أي تلد مرتين في السنة .. وهي تلد عادة ( 1 ) إلى ( 2 ) من الحملان في كل ولادة .. أو ( 3 ) في حالات نادرة .. ثم أن الخرفان والأنعام تذبح بالملايين للأكل يومياً في جميع أنحاء العالم لدى معظم شعوب الأرض .. وتذبح في المناسبات العديدة مثل الولائم .. وهناك مواسم تذبح فيها الأغنام والأنعام بالملايين .. مثل أعياد الأضحى للشعوب المسلمة .. وكذلك تذبح مئات الألوف من الأنعام عند الهدي في مواسم الحج .. ومع ذلك فمن الأشياء التي تمخول العقول والمنطق أن مزارع الأنعام في العالم تعج بالمليارات من رؤوس الأنعام في الوقت الذي نرى فيه تعداد الكلاب في العالم لا يمثل نصف في المائة بالمقارنة مع تعداد نوع واحد من الأنعام .. فأين تنتهي تلك الكميات الهائلة من الكلاب التي تولد خلال الأعوام ؟؟ .. وبولادات متقاربة وبكميات أكبر بالمقارنة مع الأنعام .. وفي الوقت الذي هي ليست مطلوبة فيه للذبح أو للأكل !!! .. لا يومياً ولا شهرياً ولا سنوياً ولا موسمياً ؟؟ .. وبموجب العقل والمنطق يفترض أن يكون أعداد الكلاب يفوق أعداد الأنعام بمئات المرات في جميع أنحاء العالم !! .. سؤال فعلاً يحير .. وهو سؤال لا أحد يستطيع أن يجيب عليه بمنطوق العقل والقياسات .. ولكن أهل الحكمة يجيبون ويقولون أن الأنعام ( مباركة ) وأن الكلاب ( ممحوقة ) .. أي فاقدة تلك البركة وتعاني من عدم الزيادة والمضاعفة .. وتلك حقيقة واقعة كما أسلفنا .. وسبحان الله ( يبارك ما يشاء ويمحق ما يشاء ) . والعقل يقف حائراً ولا يقول الكثير .
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد